السعوديّة تُعاود دعم “الأونروا” بــ27 مليون دولار وسفيرها بالأردن ينفي “خلط الأوراق” في سياساتها فماذا عن توقيت الدّعم؟
فجر اليوم //
في توقيتٍ لافت عزاه البعض للتطوّرات السياسيّة الحاصلة بين الولايات المتحدة الأمريكيّة وامتعاضها من العربيّة السعوديّة جرّاء قرار الأخيرة خفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل نفط بالاتفاق مع روسيا ضمن مجموعة اتفاق “أوبك+”، ها هو السفير السعودي في الأردن نايف بن بندر السديري يُعلن من عمّان تقديم دعم مالي لوكالة الأونروا، وبقيمة 27 مليون دولار أمريكي، حيث يبدو التوقيت لافتاً.
اللافت في هذا بأن المبلغ الذي أعلنه سفير المملكة هو الأوّل بعد آخر مبلغ سلّمته السعوديّة للوكالة العام 2019، وكان مبلغ تبرّع بخمسين مليون دولار.
المبلغ يبدو سخيّاً، وسيكون فعّالاً بطبيعة الحال لحل أزمة الرواتب، والعجز في الوكالة، وبحسب السفير السعودي جاء الدعم لعمليات الأونروا في المنطقة بتوجيه من الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لتمكين الأونروا من الوفاء بالتزاماتها المالية وتحسين الخدمات المعيشية والتعليمية والعلاجية للاجئين الفلسطينيين، إضافة إلى ما تقدمه من مساعدات للشعب الفلسطيني عبر القنوات الرسمية المعتمدة، في “ظل التحديات المالية غير المسبوقة بسبب تفشي جائحة كورونا، إضافة إلى التحديات المتمثلة في تكرار الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة وعلى الشعب الفلسطيني في كافة الأراضي الفلسطينية”.
وعاود السفير السعودي التأكيد على ثوابث بلاده فيما يتعلّق بالقضيّة الفلسطينيّة، مُؤكّدًا على ضرورة الالتزام بالسلام كخيار استراتيجي، قائلاً: “إن أمن منطقة الشرق الأوسط واستقرارها يتطلب الإسراع في إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، كما تدين المملكة جميع الإجراءات الأحادية التي تقوض حل الدولتين وتدعو لوقفها الفوري والكامل”.
وجاءت تصريحات السديري، خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر السفارة في العاصمة الأردنيّة عمّان صباح الأحد، حيث حضره المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دائرة شؤون اللاجئين، أحمد أبو هولي.
ووجّه صحافيون تساؤلات صحفيّة للسفير السعودي فيما إذا كانت الظروف السياسية في المنطقة قد تؤثر على حجم الدعم السعودي للوكالة، قال السديري إن السعودية “لا تخلط الأوراق في سياساتها”، مستشهدًا بقرار منظمة “أوبك بلس” خفض إنتاجها من النفط.
ويبدو هُنا أن السفير السعودي يُريد نفي أي علاقة سياسيّة بهذا الدعم “السّخي” قد يتبادر للأذهان نظرًا لتوقيته مع توتّر العلاقات السعوديّة- الأمريكيّة، فبحسب ما أوضح جاء لتمكين الأونروا من الوفاء بالتزاماتها المالية وتحسين الخدمات المعيشية والتعليمية والعلاجية للاجئين الفلسطينيين.
وبيّن السفير السعودي بأن تقديم المساعدات السعوديّة للأونروا ليست لأهداف سياسيّة، حين أوضح بأن قرارات أوبك حاول البعض تسييسها، مؤكدًا أنها قرارات اقتصادية بحتة ولا تمس أي دولة حتى الولايات المتحدة. وأكّد استمرار السعودية في تقديم الدعم الإنساني إلى الفلسطينيين، لافتا أن هناك تنسيقًا يوميًّا مع الأردن بشأن القضية الفلسطينية.
وكانت دول عربيّة قد أوقفت الدعم للأونروا، ولم تُخفّضه حتى، و(الاونروا) التي تقدم مساعدات للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملها الخمس: قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة ولبنان وسورية والأردن، تعاني منذ سنوات من عجز مالي يزداد باستمرار، في ظل عدم إيفاء الدول المانحة بالتزاماتها تجاه الوكالة، الأمر الذي أثّر على الخدمات التي تُقدّمها الأخيرة للاجئين الفلسطينيين.
وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أمر بوقف تمويل الأونروا بالكامل بعد قرار تخفيضه، ثم عاد الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن لتفعيل دعمها.