باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، نجح العلماء في تطوير لقاح “شخصي” يُعدّ بمثابة ثورة في علاج سرطان الجلد، حيث يُمكّن من السيطرة على المرض ووقف تمدده والقضاء على أي خلايا سرطانية قد لا تظهر في عمليات الفحص.
يُستهدف اللقاح، المسمى mRNA4157 (V940)، الأشخاص الذين تمّ تشخيصهم بالفعل بأورام ميلانينية شديدة الخطورة، وهي نوع من سرطان الجلد ينشأ في الخلايا الصبغية.
يتميز هذا اللقاح بقدرته على تحفيز الجهاز المناعي لدى المريض لمحاربة نوع السرطان الخاص به، وذلك من خلال تصميمه خصيصاً ليتناسب مع الهوية الجينية الفريدة لورم المريض.
يتمّ إنتاج العلاج “الشخصي” من خلال إزالة عينة من الورم وتسلسل الحمض النووي الخاص بها، ثم يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا في تحديد العلاج المناسب لكل مريض.
يُصمّم العلاج ليتوجه الجسم لتكوين البروتينات أو الأجسام المضادة التي تهاجم علامات أو جينات مضادة موجودة فقط على تلك الخلايا السرطانية، ممّا يُتيح استهدافاً دقيقاً ودون الإضرار بالخلايا السليمة.
أعربت الدكتورة هيذر شو، المنسقة للتجارب، عن تفاؤلها بإمكانيات هذا اللقاح، واصفةً إياه بـ”مُغيّر قواعد اللعبة” في مجال العلاج المناعي للسرطان.
تُجرى حالياً المرحلة الثالثة من التجربة العالمية على مجموعة واسعة من المرضى، ويأمل الباحثون في تجنيد حوالي 1100 شخص.
من المقرر تجنيد ما لا يقل عن 60 إلى 70 مريضًا في ثمانية مراكز في المملكة المتحدة، كما سيتم اختبار مجموعة العلاج المزدوج في سرطان الرئة والمثانة والكلى.
يُعدّ هذا اللقاح الجديد إنجازاً علمياً هائلاً يُبشّر بأمل جديد في مكافحة سرطان الجلد، ويُؤكّد على دور الذكاء الاصطناعي في إحداث ثورة في مجال الطب.