مما سُمع من الوالد المجاهد عبدالله عيضة الرزامي حفظه الله
المصدر مكتب إعلام محور همدان بن زيد//
في هذه الأيام المباركة تمر بنا ذكرى وصول الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام إلى اليمن بعد ان إستدعاه وجهاء من خولان بن عامر وصلوا إليه إلى مدينة الرس بجوار المدينة المنورة يشكون إليه ما وصلت إليه أوضاع اليمن من الفتن و إعتداء بعضهم على بعض وعدم إستقرار البلاد والعباد نتيجة لتدخل الدولة العباسية وبعض مشائخ القبائل الجهلة البعيدين عن أي تثقيف بالله ورسوله والمنتمين لسفهاء بني العباس. فاستجاب لهم الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام بشرط أن يكون أن يكونوا عونا له على إقامة الحق والعدل وفعلاً إتجه إلى اليمن في سنه 280 هجرية. وما إن وصل الإمام الهادي يحيى بن الحسين إلى صعدة وخطب فيهم ووعظهم وذكرهم بمواقف آبائهم في نصرة الإسلام فاستجابوا له وإلتفوا حوله وتحرك الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام لنشر الدعوة وتعليم الناس وإقامة العدل في ربوع اليمن. و الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام بمكانته بعلمه بزهده بما آتاه الله من الفضل كان علماً من أعلام أهل البيت ورمزاً من رموز الأمة الإسلامية قل نظيره. بشر به رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم بقوله (يخرج رجل من من ولدي بهذا الفج وأشار إلى اليمن إسمه بإسم نبي يحي به الله الدين). وعندما ولد الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام حمله أبوه الحسين بين يديه وقدمه إلى والده الإمام القاسم بن إبراهيم نجم آل الرسول ليدعو له فلما نظر الإمام القاسم إلى هذا المولود المبارك وتوسم فيه قال لولده الحسين مخاطبا: (هذا [وأشار للإمام الهادي] هذا يحيى صاحب اليمن). ولقد كان الإمام القاسم بإنتظار مولد حفيده الهادي كما كان الإمام زين العابدين بإنتظار مولد زيد عليهم السلام. ولم يكن ذلك من فراغ ولكن بشارات وعلامات من رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله وسلم يعرفونها تأتي كفلق الصبح لا تختلف عن الواقع بشيء ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. ومن تأمل في نشأة الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام وسيرته وجد ضالته المنشودة في شخصيته و علمه ومنهجيته وجد نفسه أمام إمام بشر به السابقون من أهل البيت واقتدى به اللاحقون من أهل البيت وشيعتهم. بل ووقفوا عند نصوصه وعبر البعض بقوله: إنا كنا نخشى نصوص يحيى ابن الحسين كما نخشى نصوص القرآن.
ولا غرابة في ذلك مما نص عليه الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام فهو تبيين كتاب الله لأن الإمام الهادي يحيى بن الحسين إعتمد القرآن الكريم منهجا يرد الأشياء إليه يحل حلاله ويحرم حرامه. بما في ذلك الروايات التي تنسب إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله لأنه يعمل بحديث العرض مع كتاب الله الذي روي عن رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله والذي رواه في مجموعته الفاخرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله (أنه سيكذب علي كما كذب على الأنبياء من قبلي فما أتاكم عني فإعرضوه على كتاب الله فما وافق كتاب الله فهو مني وانا قلته وما خالف كتاب الله في فليس مني ولم أقله).
لذا كان الإمام الهادي يعتمد الأحاديث المتفقة مع كتاب الله ويرد ما ينسب من رسول الله ولم يوافق كتاب الله إعتماداً على هذا الحديث السالف الذكر الصحيح عند أهل البيت. وبهذا كانت كتب الإمام الهادي يحيى ابن الحسين سلام الله هي الكتب الوحيدة التي لم تعلق عليها أقلام الباحثين من العلماء بحواشي إجلالا وإكباراً لهذا الإمام وعرفاناً بأنه علم للحق كما بشر به الرسول الله صلى الله عليه وعلى آله أنه: ( يخرج رجل من ولدي بهذا الفج وأشار إلى اليمن يحيي به الدين). ولقد كان السيد العلامة علي بن محمد العجري وه و من هو في علم آل محمد يفتي آل محمد وشيعتهم ويحثهم على التمسك بمنهجية الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام إنطلاقاً من حديث رسول الله السابق أنه يحي الدين. فقال العجري عليه السلام: أن المتمسك بمنهجية الإمام الهادي على يقين من النجاة بدليل
حديث الرسول صلوات الله عليه وعلى آله. وأما في مجال في شجاعته فحدث ولا حرج وما أجمل ما قال سلام الله عليه عن نفسه وهو يقول
حقاً ويشهد ذو الفقار بأنني
أرويت حديه نجيع طعام
حتى تذكر ذو الفقار و قائعاً
من ذي الأيادي السيد القمقام
جدي علي ذي الفضائل والنهى
أسد الإله وكاســـــر الأصنام
صنو الرسول و خير من وطئ الثرى
بعــــد النبي إمــــام كـــل إمـــــام
وقال عليه السلام:
ولقد غريت أنامل راحتي صفيحتي
لله در خبــــعـــــثن أغــــــراهــــــــا
لأنه كان يقاتل عليه السلام بسيف جده أمير المؤمنين علي عليه السلام ذات يوم فكان يسفح الدم على أنامله وراحة يده ولشدة مسكته للسيف مع الدم الذي سال على راحته حتى تجمد . لم تنفك يده من على قبضة السيف بعد إنتهاء المعركة حتى أحضر له ماءً فائراُ حتى يسيل الدم وتنفك أنامله.ولهذا قال هذا البيت . والمعروف أن الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام لا يثبت أمامه أحد ولذا قال أحد مشائخ بني الحارث عندما رأى ضربة الإمام الهادي قال: استروا ضربة هذا العلوي فوالله لأن رءاها أحد لا يجرؤ أحد على القتال. وقال في ذات يوم لأصحابه وكانوا ألف فارس وكان الأعداء الذين يواجهون الإمام الهادي يحيى بن الحسين عليه السلام ألفان فارس فقال لأصحابه: (اثبتوا لألف وأنا أكفيكم الآخرين). وقال عليه السلام: (لو أن معي خمسمائة شخص مخلصين لدوخت بهم الأرض) وأما عدله وسيرته فأنت أمام شخص جسد سيرة رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله قولاً وعملاً حتى قال: (إن هي إلا سيرة محمد وإلا النار). وقال عليه السلام مخاطباً أصحابه:( والله ما غاب عنك من رسول الله إلا شخصه) وأما شهامته وكرمه فكان يقول سلام الله عليه:( أتقدمكم عند اللقاء و آثركم عند العطاء وأحكم فيكم بسنة جدي المصطفى). وأما تثقيفيه لأتباعه وأمة جده رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله فكان يقول: (أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم) . وهكذا أعلام أهل البيت عليهم السلام كما قال سيدنا ومولانا السيد حسين بدر الدين الحوثي عليه السلام وهو يصف الإمام الهادي يحيى ابن الحسين عليه السلام معبراً عنه بهذه الكلمات الخالدة: [أهل البيت في تاريخهم الطويل، كان الإمام الذي يحكم هو من يسطر بيده وجوب الثورة عليه فيما إذا ظلم، وجوب الخروج عليه فيما إذا انحرف عن المسيرة العادلة] (وحاشاهم) أن يخرجوا عن الطريق وإستدل بما قاله الإمام الهادي يحيى ابن الحسين عليه السلام