فجر اليوم//
قال الكاتب الصحفي عبد الله عبد السلام إن الزعيم الروسى فلاديمير بوتين لا يزال قادرا على التلاعب بالمحللين والخبراء الذين تفتقت قرائحهم عن عشرات التفسيرات بشأن تمرد مرتزقة فاغنر وتأثير ذلك عليه، إلا أنهم فشلوا فى توقع رد فعله.
وأضاف في مقاله اليوم الأربعاء بصحيفة الأهرام “بوتين.. لاعب السيرك!” : “عندما أعلن زعيم المجموعة بريجوجين 24 يونيو الماضى، تمرده على القيادة العسكرية الروسية وزحف قواته نحو موسكو، قال الخبراء إنها الحرب الأهلية وبداية نهاية بوتين لكنه فاجأهم باتفاق مع بريجوجين على الخروج إلى بيلاروس ووقف التوجه للعاصمة الروسية.”.
وقال إنه حتى أمس الأول، شطب مسئولو المخابرات الغربيون فاغنر من اللعبة لكن الكرملين أذهلهم بالإعلان أن بوتين اجتمع مع بريجوجين و34 من قادة فاغنر بعد 5 أيام فقط من التمرد، مشيرا إلى أن المفاجأة الأخرى أن قوات فاغنر مازالت فى الأراضى الأوكرانية، وأن زعيمها فى سان بطرسبرج الروسية وليس فى بيلاروس، كما اعتقد كثيرون.
وتساءل عبد السلام: ماذا يعنى ذلك؟
وأجاب قائلا: “أولا: بوتين البراجماتى والعملى لأقصى الحدود، يمسك بكل أوراق اللعبة. ليس لديه أصدقاء أو أعداء دائمون. مصلحته هى البوصلة. ثانيا: فاغنر مهمة للغاية ولا يمكن التفريط فيها. السلطات حاولت تشويه سمعتها وصادرت ممتلكات لها ولزعيمها لكن ذلك يأتى فى إطار الإستراتيجية البوتينية. نعم يحتاج بريجوجين لكنه لن يسمح بتحوله إلى بطل يهدد عرشه”.
ولفت إلى أنه ليس غريبا أن قادة فاغنر أكدوا ولاءهم للرئيس، أى أن خلافهم مع القادة العسكريين فقط كوزير الدفاع ورئيس الأركان.، مشيرا إلى أن بوتين متمسك بقادته فى الوقت الحاضر، لكن لا أحد يعلم إلى متى؟ فلربما استغنى عنهم بعد شهور، لافتا إلى أن الحاجة إلى فاغنر ماسة،لأن جنودها الأفضل فى المعارك مع أوكرانيا، فضلا عن أن عمليات روسيا فى الخارج تعتمد بشكل كبير عليهم، لذلك لم يتغير شىء فى طبيعة عمل فاغنر فى إفريقيا وسوريا، وها هو المبعوث الروسى يطمئن دولا إفريقية بأنه لا شىء تغير.
وقال الكاتب إن تمسك بوتين بفاغنر رغم اتهامه لزعيمها بالخيانة والتمرد يعكس أيضا ضعف موقفه وتضاؤل خياراته، خاصة أنه معروف عنه عدم التسامح مع معارضيه الذين يقمعهم بشدة.
واختتم مؤكدا أن فاغنر حالة مختلفة،لافتا إلى أنها عبء كبير، وأيضا ضرورة قصوى.
وأردف قائلا: “وحده بوتين لاعب السيرك المخضرم يستطيع القفز على الحبال دون أن يصاب بأذى.”