قبل 128 عاماً، سجل التاريخ هزيمة مدوية لإيطاليا أمام جيش إثيوبي بقيادة الإمبراطور منليك الثاني، وبدعم من جنرال روسي، في معركة “عدوا”. واجهت قوات إيطالية قوامها 17,700 جندي جيشاً إثيوبياً يضم 80 ألف مقاتل. ظن الإيطاليون أن انتصارهم سهل، مستخفين بأسلحة الإثيوبيين البدائية وخبرتهم القتالية.حاولت إيطاليا رشوة منليك الثاني من دون جدوى. وبدأت الغزو معتمدة على معاهدة مزورة، غيرت فيها عبارة “يمكن أن يلجأ” إلى “يوافق”.قسّم الجنرال باراتيري قواته إلى ثلاث مجموعات، خطأ تسبب في هزيمته. حاصر الإثيوبيون لواء الجناح الأيسر، وضربوا قوات المركز، ثم طاردوا الفارين من الجانب الأيمن.انتهت المعركة بمقتل 7000 جندي إيطالي، وأسر 3500، بينما فقد الإثيوبيون 5000 قتيل و6000 جريح. اتُّهم باراتيري بالخيانة، لكن تمت تبرئته بينما غادر البلاد بسبب كراهية الإيطاليين له.لعب الجنرال الروسي نيكولاي ليونتييف دورًا هامًا في دعم الإثيوبيين. دربهم على استعمال المدفعية وقادهم في المعركة. ساعدت جهود ليونتييف في تحويل القوات الإثيوبية إلى جيش متكامل. ونجح منليك الثاني في تحقيق أقصى استفادة من المفاوضات مع إيطاليا.تُعدّ معركة “عدوا” نموذجاً لانتصار إرادة شعب على غزاة استعماريين، وتأكيداً على قدرة الدول الأفريقية على الدفاع عن نفسها.