فجر اليوم //
امتدت توقعات العام الجديد (2024) من السياسة إلى الاقتصاد، وبالتحديد إلى مؤشرات وول ستريت الثلاثة “ستاندرد آند بورز 500، وناسداك، وداو جونز”.9 يناير 2024 بواسطة 06
وبينما يقود مشاهير التنبؤات حول العالم توقعاتهم للسياسة والأحداث الهامة، كانت بنوك الاستثمار ومؤسسات مالية عالمية، هي من يقود توقعات أداء وول ستريت خلال العام الجاري.
ويشهد العام الجاري حربين؛ الأولى في شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا المستمرة منذ فبراير/شباط 2022، والثانية في الشرق الأوسط بين إسرائيل من جهة والفصائل الفلسطينية في غزة، و”حزب الله” في لبنان، وجماعة “الحوثي” اليمنة من جهة ثانية.
عالميا، يشهد العام الجاري أكثر من 50 سباق انتخابات رئاسية حول العالم يتوجه فيها أكثر من ملياري نسمة إلى صناديق الاقتراع، بقيادة الولايات المتحدة، التي تجري فيها انتخابات رئاسية في نوفمبر/تشرين ثاني المقبل.
أداء 2023
أنهت الأسهم الأمريكية عام 2023 قرب أعلى مستوياتها على الإطلاق، حيث ارتفع مؤشر S&P500 بنسبة 24 بالمئة تقريبا على مدار العام، عند 4769.83 نقطة.
وبعد انخفاض بنسبة 33 بالمئة في 2022، أنهى مؤشر “ناسداك” للتكنولوجيا عام 2023 بارتفاع بنسبة 43 بالمئة، وهو أفضل عام له منذ عام 2020 بفارق ضئيل، بينما ارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 13 بالمئة.
ولكن رغم التفاؤل الجديد في السوق بنهاية العام الماضي، فإن وول ستريت لا ترى الكثير من الارتفاع للأسهم في عام 2024، بسبب الركود المحتمل الذي قد يضرب الاقتصاد الأمريكي في النصف الأول 2024.
توقعات 2024
يظهر متوسط الهدف بين 20 استراتيجيا في وول ستريت تتبعهم وكالة بلومبرغ أن المؤشر القياسي سينهي عام 2024 عند 4850 نقطة، أي أعلى بنسبة 2 بالمئة من حيث أغلق المؤشر الرئيسي في عام 2023.
في المقابل، ما يزال فريق دويتشه بنك في معسكر الركود؛ ويرى المحللون هناك تباطؤ النمو الاقتصادي و”ركودا معتدلا” وهو ما سينسحب على الأسهم الأمريكية في النصف الأول من العام.
في المقابل، كتب جوليان إيمانويل من Evercore ISI مذكرة بحثية، أظهرت أن الأسهم “ستنخفض أولا إلى الركود، ثم ترتفع عندما يصل التضخم إلى هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 بالمئة، مقارنة مع 3.1 بالمئة في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي.
في المقابل، أصبح استراتيجيو الأسهم في بنك جيه بي مورجان أكثر حذرا، بشأن ما يمكن أن يسببه الانكماش للأسهم، حيث يتوقعون أن يغلق المتوسط القياسي لـ S&P500 عام 2024 عند 4200، أي بانكماش 12 بالمئة.
بينما ترى مؤسسة أولسبرينج للاستثمارات العالمية، أن توقعاتها لأداء المؤشرات الثلاثة في 2024 تتجه إلى الركود.. “تشير تحليلات Allspring إلى أننا قد نشهد ركودا عالميا في عام 2024، وهذا سيؤثر على الأسهم الأمريكية”.
فيما تظهر توقعات بنك باركليز، تباطؤ الاقتصاد العالمي بعام 2024، ولكن بطريقة ناعمة إلى حد ما، وهذا سيؤثر قليلا على أداء أسهم وول ستريت”.
في المقابل، يلخص معهد بلاك روك للاستثمار عام 2024، بأنه عام سيشهد تباطؤاً في نمو الاقتصاد الأمريكي وارتفاعا في التضخم وارتفاع أسعار الفائدة، وزيادة التقلبات “يحتاج المستثمرون في الأسهم إلى اتخاذ نهج أكثر نشاطا لمحافظهم الاستثمارية”.
بينما يرى “بي إن بي باريبا إيه إم”، أن تضغط الظروف المالية الأكثر صرامة على النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وأرباح الشركات هناك.
وأضاف البنك في مذكرة بحثية، أن الخطر الرئيسي للاقتصاد الأمريكي ومن ثم العالمي، هو أن يتباطأ النمو بأكثر مما تتوقعه الأسواق، وهذا ستكون له تأثيرات سلبية على وول ستريت.
مجموعة سيتي بنك، توقعت حدوث تباطؤ مع احتمال الركود في الاقتصاد الأمريكي، وهذا سينعكس على وول ستريت، “الاقتصاد الأمريكي قد يتجه إلى الركود في منتصف عام 2024”.
وعلى الصعيد العالمي “يتوقع اقتصاديونا حدوث ركود في أوروبا، والذي قد يكون بالفعل قد بدأ في بعض الدول هناك”، وفق المجموعة.
أما إدارة الثروات التجارية ومقرها الولايات المتحدة، ترى حدوث تقدم للاقتصاد الأمريكي ببطء خلال النصف الأول من عام 2024، مع تأخر آثار التشديد النقدي، والذي سيقيد الإنتاج ويبقي أسعار الفائدة مرتفعة، وهذا سيحمل تبعات سلبية ناعمة على وول ستريت.