آخر جندي بريطاني غادر عدن

أحيا الشعب اليمني، أمس الأحد، الذكرى السادسة والخمسين لرحيل آخر جندي بريطاني من مدينة عدن، في محطة تاريخية تُجسّد مساراً طويلاً من التضحيات والدماء التي قدّمها أبناء الجنوب منذ بدايات المقاومة في جبال ردفان بقيادة الشهيد قاسم لبوزة، وصولاً إلى مطار عدن حيث غادر الجندي البريطاني داي مورغان أرض الجنوب.بدأ الوجود البريطاني في جنوب اليمن مع رسو سفينة حربية تابعة لشركة الهند الشرقية قرب سواحل عدن، في خطوة هدفت إلى تعزيز النفوذ البريطاني والسيطرة على واحد من أهم الطرق البحرية بين أوروبا وجنوب آسيا.ومع مرور الوقت توسّع الاحتلال، فدخلت قوات بريطانية أكبر إلى المحافظات الجنوبية، وساندت بعض السلاطين، وأسهمت في تكريس المناطقية والانقسام بين أبناء الجنوب.وبعد 128 عاماً من الاحتلال، تمكّن اليمنيون من تحقيق نصر تاريخي على الإمبراطورية التي كانت تُعرف بأنها “لا تغيب عنها الشمس”.فانطلقت شرارة ثورة 14 أكتوبر من جبال ردفان، وامتدت حتى عدن، ما دفع القوات البريطانية إلى الانسحاب تحت ضغط العمليات التي استهدفت وجودها.واستمرت عملية الانسحاب التدريجي حتى 30 نوفمبر 1967، التاريخ الذي غادر فيه آخر جندي بريطاني الأراضي اليمنية، وكان يُدعى داي مورغان، معلناً بذلك نهاية حقبة طويلة من الاستعمار.وتحلّ هذه الذكرى المجيدة اليوم في وقت تشهد فيه المحافظات الجنوبية اليوم وضعاً معقّداً تتواجد فيه قوات أجنبية تسيطر على أجزاء واسعة منها، بما في ذلك الجزر والمياه البحرية التي كانت مطمعاً رئيسياً للبريطانيين.ويعزو مراقبون هذا الواقع إلى خضوع بعض القيادات الجنوبية المعاصرة لإملاءات خارجية مقابل مكاسب سياسية ومالية، ما يثير مقارنات بين الماضي والحاضر في مسار الثورة ضد الاستعمار.

Exit mobile version